“الذكاء الاصطناعي يسهّل الكتابة ولكن”… هذا ما حذرت منه دراسة حديثة
تشيد دراسة حديثة بدور الذكاء الاصطناعي في “مساعدة البشر على الإبداع”. بيد أنها تحذر من جهة أخرى من أن الكتب والأفلام في المستقبل قد تصبح متشابهة إذا اعتمد المؤلفون الذكاء الاصطناعي فقط لمساعدتهم في كتابة النصوص والقصص.
وفي التفاصيل، قال المعدّ المشارك للدراسة أنيل دوشي من جامعة “يونيفرسيتي كوليدج” في لندن لوكالة فرانس برس “كان هدفنا درس مدى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على مساعدة البشر على الإبداع”.
واستعان دوشي وشريكه في إعداد الدراسة أوليفر هاوزر من جامعة “إكستر” بمتطوعين ليكونوا “مؤلفين”.
هؤلاء المتطوعون لم يكونوا كتّابًا محترفين، وقد قيست قدرتهم الإبداعية بواسطة اختبار نفسي يطلب منهم إعطاء عشر كلمات مختلفة تماماً.
وقسّمهم العالمان إلى ثلاث مجموعات بشكل عشوائي لكتابة قصة من ثمانية جمل حول واحد من ثلاثة مواضيع: مغامرة في أعالي البحار، أو مغامرة في الغابة، أو مغامرة على كوكب آخر.
كذلك قُسِّم هؤلاء المشاركون بشكل عشوائي إلى ثلاث مجموعات تلقّت مستويات مساعدة مختلفة من الذكاء الاصطناعي.
ولم تتلقّ المجموعة الأولى أي مساعدة، بينما حصلت المجموعة الثانية على فكرة قصة من ثلاث جمل باستخدام أداة “شات جي بي تي”، وتلقت المجموعة الثالثة ما يصل إلى خمس أفكار أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لقصة.
وتبيّن لمعدَّي الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أدى في المتوسط إلى تحسين الإبداع الفردي للمؤلف بنسبة تصل إلى 10 في المئة، وإلى تعزيز الاستمتاع بالقصة بنسبة 22 في المئة، وخصوصاً في ما يتعلق بعناصر مثل بنية القصة أو تقلباتها.
أما على المستوى الجماعي، فإن القصص المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي كانت أكثر تشابهًا مع بعضها البعض مقارنة بتلك المكتوبة من دون الذكاء الاصطناعي.
وأفاد دوشي بأن الدراسة أظهرت أيضًا أن الخطر يكمن في اعتماد الناس كثيرًا على أدوات الذكاء الاصطناعي قبل تطوير مواهبهم الخاصة في الكتابة أو الموسيقى.
ورأى أن الناس يحتاجون إلى البدء بسؤال أنفسهم “أين يمكنني إدراج هذه الأداة في عملي لتحقيق أقصى استفادة منها، مع الحفاظ على طابعي الشخصي في المشروع أو في نتيجته”.