×

تجهيل المصادر الصحفية: بين الضرورة المهنية والمعضلة الأخلاقية

تجهيل المصادر الصحفية: بين الضرورة المهنية والمعضلة الأخلاقية

آية علي الزين

جميع الحقوق محفوظة © لمجلة فكر وخبر

مقدمة

تعتبر المصادر الإخباريّة، أساس في العمل الإعلامي، فمن خلالها يحصل الصحفي على معلوماته، وبالتالي فإن وسائل الإعلام على إختلافها تعتمد على مجموعة من المصادر، وكثيرًا ما يلجأ المصدر الى إستغلال الصحفي لغايات وأهداف معينة، مما يؤدي الى غياب الموضوعيّة والحياد في الكثير من المواد الإعلاميّة المنشورة. وباتت قضيّة تجهيل المصادر منتشرة بشكل كبير في مختلف وسائل الإعلام، وليست بالقضيّة الحديثة، وتتعلق هذه الظاهرة بقضايا أخلاقيات المهنة الصحافية حيث يمكن أن تكون سببًا في فبركة الأخبار والمعلومات التي لا أساس لها، ونسبها الى مصدر مجهول غير واقعي مما يؤدي الى تضليل الرأي العام ويؤثر بشكل سلبي على الوسيلة الإعلاميّة، ومن ناحيّة أخرى فإن الإسناد المحجوب قد يكون سببًا في الكشف عن قضايا الفساد في الدولة وفضح تجاوزات السياسين، مما قد يجبر الصحفي على إخفاء إسم المصدر وحمايته. وبشكل عام لا بد أن يكون حجب المصدر آخر خيار بالنسبة للصحفي، وعندما تكون المادة التي يقدمها  معلومات وليست آراء. وعليه سنطرح في المبحث الثاني من هذا البحث قضيّة تجهيل المصادر من خلال دراسة تطبيقيّة على الموقع الإلكتروني لجريدة الأخبار اللبنانيّة.

الإطار النظري

المبحث الأول

أولاً: ظاهرة تجهيل المصادر

تعتمد وسائل الإعلام على الكثير من المصادر المختلفة من أجل الحصول على المعلومات، ويلجأ الصحفي الى مصادر حيّة كالمسؤولين أو شهود العيان والمصادر قد تكون شخصّيات مهمة أو جهات أومؤسسات أو وكالات الأنباء.

ومن الممكن تقسيم المصادر الى ثلاثة أنواع: أصحاب المصلحة الذين لهم فائدة من نشر القصة، وأصحاب الخبرة الذين يحتاجهم الصحفي لتخصّصهم في مجال ما، ومن ثم أصحاب القضيّة الذين عاشوا تجربة القصة. (حسن، 2016، ص: 15)

إن ظاهرة تجهيل المصادر منتشرة في وسائل الإعلام على إختلافها وليست حكرًا على الإعلام في المجتمعات العربيّة ولكنها متواجدة أيضًا في الدول الأجنبيّة والمتقدمة. “وسببت مثل هذه الأمور إحرجًا شديدًا لكبريات الصحف العالميّة مثل صحيفة (نيويورك تايمز) التي تُتهم بإدمان إستخدام المصادر المجهلة، وصحيفة (الواشنطن بوست) التي يتهكم البعض على كثرة إستخدامها للمصادر المجهلة” (نصر، 2010، 330).

وتبرز من خلال المقالات والأخبار التي تظهر فيها المصطلحات التاليّة ( مصدر مقرب أو مصدر مطلع أو مصدر موثوق أو مصدر رفيع المستوى أو مصدر ديبلوماسي) وغيرها من المصطلحات التي تبين أن الوسيلة تمتنع عن ذكر إسم المصدر.

“ويمثل إستخدام الصحافة للمصادر المجهلة ما أسماه كارل هومسان (صراع الإلتزامات). فالصحفيون لديهم إلتزامات تجاه مصادرهم تشمل حماية هويتهم إذا وعدوهم بعدم ذكر أسمائهم في المادة المنشورة، ولديهم التزامات مختلفة تجاه القراء تشمل تزويدهم بالمعلومات الكاملة عن مصادر المعلومات المنشورة.” (نصر،2010، 329).

ويمكن القول بأن إستخدام المصادر المجهلة  يعود الى أسباب عدة خصوصًا أنه في بعض الأحيان المصادر لن تكشف عن معلومات هامة إلا إذا كانت قادرة على البقاء مجهولة الهويّة.  وفي هذا الصدد تعتبر جمعية الصحفيين المحترفين أن المصادر المجهلة قد تكون المفتاح الوحيد لفتح القصص الكبيرة، وإلقاء الستار على الفساد، والقيام بالمهمات الصحفية أي مراقبة الحكومة ونقل المعلومات للمواطنين. وفي بعض الأحيان، تكون المصادر المجهلة هي الطريق إلى “المستنقع الأخلاقي”. (Voa News, 2017)

 و” يثير إستخدام الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لمصادر الأخبار والمعلومات غير المعلومة “المجهلة” عددًا من الإشكاليات المهنيّة والأخلاقيّة. وترتبط هذه الإشكاليات بالتناقض الذي يقع بين ما توجهه السياسات التحريريّة ومواثيق الشرف الصحفيّة ذات الطابع العالمي من ضرورة إسناد الخبر الى مصادره وعدم حجب هذه المصادر عن القارئ” (نصر، 2010، ص:327) . نظرًا لأن إعتماد حجب المصادر يزيد من إنتشار الإشاعات والتحريف والأخبار الملفقة خصوصًا أن إحالة الخبر الى المصدر يوقع مسؤوليّة الصدق والموضوعيّة على الصحفي، ويعطي للوسيلة مصداقيّة ويبني ثقة أكبر مع الجمهور المتلقي. معظم مواثيق الأخلاق الإعلاميّة تنص على ضرورة إسناد الخبر الى المصدر، ولكن تكمن المعضلة بأنه لا يمكن إجبار الإعلامي أو الوسيلة بالإلتزام بما تنص عليه المواثيق العالميّة، ويبقى الموضوع على عاتق الوسيلة.

 ولكن من جهة أخرى لا بد من الإشارة الى أنه ” من الناحية الأكاديمية والنظرية والمهنية والعملية أيضاً، يعتبر “المصدر المجهل” أمراً لا بد منه؛ بل من المبادئ الأساسية للصحافة، حيث ينبغي على الصحافي حماية مصادره، وعدم الإضرار بهم بأي حال من الأحوال؛ لكن الإفراط في نسب المعلومات لمصادر مجهلة يضر بمصداقية الصحف والمؤسسات الإعلامية، إذا ما لم توضع ضوابط شديدة وحازمة لاستخدام “المصدر المجهل.” (الشرق الأوسط، 2018).

“ولعل ما يزيد ظاهرة تجهيل مصادر الأخبار تعقيدًا أن السياسات التحريريّة لغالبيّة الصحف في العالم وكذلك مواثيق الشرف الصحفيّة والإعلاميّة وحتى كتب تعليم الصحافة لا تنص صراحة على تجريم إسناد المعلومات الى مصادر مُجهلة.” (نصر،2010، ص: 328)

ثانيًا: أسباب تجهيل المصادر

تتعدد الأسباب التي تدفع الصحفي الى تجهيل مصادره، خصوصًا إذا كانت المعلومات التي يقدمها المصدر قد تعرض حياته أو سمعته للخطر، فيلجأ الإعلامي الى إخفاء إسمه.

وفي الكثير من الأحيان يطلب المصدر عدم الإفصاح عن هويته، خصوصًا إذا أعطى للصحفي معلومات تكشف عن الفساد في الحكومة والدولة خوفًا من العواقب والمساءلة أو الوقوع تحت طائلة القانون. ويوجد المصادر التي ترغب في نشر وجهة نظر معينة وتوجيه الرأي العام بإتجاه معين من دون نشر أسماءهم مما يساهم بتقليل مصداقيّة الوسيلة الإعلاميّة.

إن نظام الدولة، الديمقراطي أو الديكتاتوري أيضًا يلعب دورًا بارزًأ في ما يخص لجوء الوسائل الإعلاميّة الى حجب المصادر.

” أحيانًا يعقد المصدر اتفاقًا مع الصحفي بأن يمرر له معلومات عالية الدقة والأهمية شريطة ألا يرتبط اسمه أو وظيفته بهذه المعلومة، وفي كل الأحوال لا يكون أمام الصحفي في هذه الحالة إلا أن يُجهِّل مصدر المعلومة وذلك لتحقيق عدة فوائد” (علي،2016)

وأحياناً يسرب المصدر معلومة حساسة للصحفي ويخبره بأنها غير مؤكدة ويطلب منه عدم الإفصاح عن هويته حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية إذا ثبت عدم صحتها، وبسبب ضغط عامل الوقت يقرر الصحفي تحمل المسؤولية كاملة ونشر المعلومة مجهّلة المصدر تحقيقاً للسبق.(علي،2016)

تجهيل المصادر يُصاحبه سلبيات عدة، يقع في الكثير من الأحيان في عمل غير أخلاقي، كنشر معلومات وأخبار وأحداث غير صحيحة، ويوجد الكثير من الأمثلة أهمها ما فعلته الصحفيّة جانيت كوك ” Janet cook ” عام 1981، في صحيفة واشنطن بوست ” Washington post “حيث اخترعت قصة طفل مدمن هيروين ولم تذكر إسم الطفل بالكامل إكتفت بالإشارة إليه بإسم “جيمي”، وحصلت على جائزة بوليتزر التي سحبت منها بعد الإكتشاف بأن الموضوع مفبرك. من هذا المنطلق تكمن خطورة عدم الكشف عن المصدر بشكل واضح إذ يؤدي الى الفبركة والتلفيق وتضليل الرأي العام.

من جهة أخرى والى جانب كل هذه السلبيات، فإن تجهيل المصادر، قد يؤدي الى الكشف عن الفساد وعن فضائح تطيح برؤوس كبيرة، وأبرز مثال على ذلك فضيحة “ووترغيت” ” Watergate ” في السبعينيات في صحيفة “واشنطن بوست” ” Washington post ” للصحفيين “بوب وودوارد” ” bob woodward” الذي كان يرفض الكشف عن هويّة مصدره، حتى لشريكه بالتحقيق “كال برنشتاين” ” carl bernstein “

وكان يتم الإكتفاء بالإشارة الى المصدر بكلمة “الحلق العميق ” ” Deep Throat ” والتي أدت في النهاية الى إستقالة الرئيس “ريتشارد نيكسون”  Richard Nixon ” عام 1974، وفي العام 2005، كشف مارك فيلت، أنه هو صاحب “الحنجرة العميقة”، وقد كان يشغل حينها النائب الأسبق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي.

من هذا المنطلق إن تجهيل المصادر يمكن أن يقوم بدور إيجابي، ويمكن أن يقوم بدور سلبي يؤثر على الإعلامي والوسيلة والجمهور، أي أنه يجب توظيف هذا التجهيل بشكل صحيح وفي حالات معينة، وعدم إستخدامها لغايات التحريف والتضليل.

ثالثًا: شكل العلاقة بين الإعلامي والمصادر

يحرص الإعلامي بشكل عام على إنشاء علاقة جيّدة مع مصادر المعلومات المهمة، وبالتالي فإن الصحفي يستفيد عندما  تصبح تصريحات المصدر الذي يستمد منه معلوماته موضع اهتمام الآخرين.

إن العلاقة بين الصحفيين ومصادرهم يغلب عليها طابع التأثير المتبادل، لاسيما أن كلاً منهما لا يمكنه الإستغناء عن الآخر، فالمصدر هو صاحب المعلومة التي يبحث عنها الصحفي في موضوع ما، والصحفي هو من سيساعد المصدر في توصيل معلوماته للجمهور، والعلاقة التي تربط الصحفيين بمصادرهم تعتبر عاملاً مؤثرًا في عمليّة صناعة القرار التحريري داخل كل الصحف بمختلف أنماط ملكيتها وتوجهاتها، خاصة أن هذه المصادر وما تدلي به من معلومات وآراء لها تأثيرات مهمة في توجيه عمليّة إنتاج الأخبار والمضامين الصحافية ونشرها، كما تتأثر مصداقيّة المضمون الصحفي بدرجة تعاون المصدر مع الصحفي. (زكي، 2018، ص:44)

وتتعدد أشكال العلاقة بين المصدر والصحفي، فقد يكون الإعلامي مستقل بشكل كامل عن المصدر، أو تكون العلاقة مبنية على منفعة متبادلة، أو يكون المصدر مسيطر بشكل كامل على الإعلامي وهي تعتبر من أخطر أنواع العلاقات، فهنا يتحول الصحفي الى دعايّة للمصدر وإنجازاته.

وفي أحيان كثيرة ونتيجة لعدم وجود قانون تداول المعلومات وعدم السماح للإعلاميين والصحفيين من الحصول على المعلومات والبيانات والمستندات والوثائق الحكوميّة يذهب الصحفيين والإعلاميين الى تجهيل مصادر الأخبار حتى لا يقعون تحت طائلة القانون نتيجة عدم توافر مستندات لدى الإعلامي للنشر أو نتيجة حرص الإعلامي أو الصحفي على حماية المصدر نفسه من الإضرار به من قبل السلطة نتيجة تسريب معلومات للإعلام. (عامر، 2019، ص:60)

“وفي كل الأحوال تكون العلاقة بين الصحفي ومصدره علاقة شديدة الخصوصية، حيث يعتبرها البعض صفقة سرية بين الطرفين يمرر الصحفيون فيها بعض المعلومات الثمينة إلى الجمهور، مقابل إخفاء معلومات أخرى وإخفاء المصدر.” (علي،2016)

وهنا تجدر الإشارة الى أن حمايّة هويّة المصدر قد يترتب عليه آثار بالغة الجدّية، يمكن أن يؤدي الى الملاحقة القانونية وفق قوانين السارية في بلد معين . لذا يجب أن يضع الصحفي ذلك في حسبانه قبل أن يتقدم بتعهد للمصدر بحمايته في نوفمبر/تشرين الثاني 2006، سُجن صحفيان هولنديان هما بارت موس (Bart Mos ) وجوست دي هاس (Joost de Haas)  لأنهما رفضا الإفصاح عن المصادر التي اعتمدا عليها في تحقيق صحفي عن مسؤول في جهاز الاستخبارات الهولندية سرَّب أسرار دولة لمجرمين. وقد أمضيا ثلاثة أيام في السجن ولم يطلق سراحهما إلا بعد طلب للاستئناف. (كوكسون، 2018)

رابعًا: أساليب تجهيل المصادر

تتعدد الطرق والأساليب التي يتم من خلالها حجب المصادر، وأولاً لا بد من الإشارة الى أن “تجهيل مصادر الأخباريتعلق بالأساس بالمصادر صانعة الخبر، ولا يطال المصادر ناقلة الخبر. فتجهيل مصدر الخبر ينصب في الأساس على عدم الكشف عن اسم من أمد الصحفي بالمعلومات، أما عدم ذكر إسم الصحفي على رأس الخبر في بعض الحالات، فإنه يخضع لإعتبارات مهنيّة تتصل بالسياسة التحريريّة للصحيفة ولا يعد تجهيلاً لمصدر الخبر بأي شكل من الأشكال” (نصري، 2010، ص: 341،342)

تتباين هذه الأساليب حسب خطور المعلومات التي يقدمها المصدر للصحفي ومدى حساسيتها، وتأثيرها على الطرفين، فيلجأ الصحفي في هذه الحالة الى حجب المصدر بشكل كامل، ويكتفي بالإشارة إليه بمصطلحات “كمصدر مسؤول أو مطلع” وغيرها المصطلحات التي تنتشر بشكل مكثف في الكثير من الصحف ووسائل الإعلام، والمواقع الإلكترونيّة، ويؤدي التجهيل التام في الكثير من الحالات الى فبركة الأخبار. فيلجأ المخبر الى أسلوب التجهيل بشكل جزئي أي حجب إسم المصدر والإكتفاء بالإشارة الى وظيفته أو مركزه، إعتماد هذا الأسلوب يقلل من إنعدام ثقة المتلقي الى حدٍ ما.

ويتم الإعتماد في المواضيع التي يكثر فيها إستخدام المصادر المجهلة الدمج بين الأسلوبين. خصوصًا أن تكرار حجب المصدر في المقال أو الخبر عينه، سؤدي الى زعزعة الثقة بالصحفي والوسيلة الإعلاميّة. وفي دراستنا التي سنطرحها في المبحث الثاني سيتبين أنه يوجد مقالات تكرر فيها الإسناد المجهل بشكل مكثف.

خامسًا: إرشادات إستخدام المصادر المجهلة

يوجد مجموعة من الإرشادات أو الحالات التي يجوز فيها إستخدام المصادر المجهلة، وبحسب جمعيّة الصحفيين المحترفين “Society of Professional Journalists”  في ما يخص عدم الكشف عن هويّة المصدرفإعتبرت أولاً أنه يجب تحديد المصدر كلما أمكن، وبالتالي يحق للجمهور الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن موثوقيّة المصدر إذ أن المصداقيّة من أهم ما يجب أن يتمتع به الصحفي، وبالتالي إذا كان مستهلكوا الأخبار أي الجمهور المتلقي لا يثق بدقة وعدالة ما يقرأ أو يُشاهد، وإذا إشتبه في أن المعلومات المنسوبة الى مصادر مجهلة قد تم تشكيلها أو تلفيقها، سوف يؤثر ذلك بشكل سلبي على نزاهة الإعلامي والوسيلة على حد سواء، ولحماية مصداقيتهم ومصداقية ما ينشرون، ينبغي على المراسلين استخدام كل السبل الممكنة لتأكيد المعلومات قبل الاعتماد على مصادر مجهلة . وإذا كانت الطريقة الوحيدة لنشر المعلومات التي تشكل أهمية للجمهور هي استخدام مصادر مجهولة ، فإن المراسل مدين للقراء بتحديد المصدر بأكبر قدر ممكن من الوضوح، ویجب تزوید المتلقي بالمعلومات أي في ما يخص (علاقة المعلومات بالمصدر)، وبشكل لایتعارض مع الكشف عن هوية المصدر، أي دون الإشارة إلى شخصيته أو إسمه، ولا ينبغي حتى الإشارة  إلى جنس المصدر، والمثال الإكتفاء بالقول “مصدر في الوزارة” على سبيل المثال.

وبالتالي يجب التشكيك دائمًا في دوافع المصدر قبل الموافقة على تجهيله، أي لا بد للإعلامي أن يكون على دراية كاملة بشخصيّة المصدر وإتجاهاته ودوافعه. وينبغي على الصحفيين أن لا يغفلوا عن المشاكل القانونيّة التي يمكن أن تحدث نتيجة نشر معلومات مجهولة المصدر، لذلك يجب أولاً التأكد من مدى قيمة الأخبار.

بشكل عام لا بد من يكون تجهيل المصادر مبرر، ويجب إعطاء المتلقي صورة عن دوافع حجبها، وكلما كان الصحفي بإستطاعته أن يحصل على نفس المعلومات من مصدر صريح يجب عدم إستخدام المصادر المجهلة وفي حال إستخدامها لا بد من أن يلجأ للتأكد من مصادر أخرى.

سادسًا: واقع تجهيل المصادر في الإعلام العربي

تنتشر المصادر المجهلة بشكل كثيف في بعض الوسائل الإعلاميّة في العالم العربي، ويعود ذلك للكثير من الأسباب، خصوصًأ مع ضيق هامش الحريّة الممنوح للصحفيين في المجتمعات العربيّة الذي يؤدي الى حجب المصادر. من جهة أخرى يعتبر الغطاء القانوني لقضيّة تجهيل المصادر في بعض الدول العربيّة أساس في إستخدام الإسناد المحجوب. على سبيل المثال فإن القانون المصري رقم 148 لعام 1980 نص في مادته الخامسة على أن “للصحفي الحق في الحصول على المعلومات والأنباء والإحصائيات من مصادرها، وله الحق في نشرها، ولا يجوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماته، وذلك كله في حدود القانون.”

إن هكذا قوانين تُعطي دافع لبعض الإعلاميين ليس فقط لحجب المصادر، إنما أيضًا تفسح لهُ المجال للتضليل  والفبركة. وبالتالي معظم الوسائل الإعلاميّة العربيّة، لا تملك سياسة واضحة بخصوص تجهيل المصادر، وإن وجدت فلا تكون واضحة، والقرار يعود الى الصحفي مباشرةً.

أما في ما يخص الإعلام اللبناني ووفقًا للدراسة أجرتها مؤسسة “مهارات” عام 2017 على الوسائل الإعلاميّة اللبنانيّة تحت عنوان “مصادر التغطيّة الإعلاميّة والحق في الوصول الى المعلومات” تبين أنه “لا يوجد أي معايير مهنيّة للتعامل مع المصادر الإعلاميّة، وذلك يبقى رهن طبيعة العلاقة بين الصحافي ومصادره الخاصة وهذه العلاقة يمكن أن تكون مستقلة أو تابعة أو على شكل تبادل مصالح وهذا ما يؤثر على توجهات الرسالة الإعلاميّة. وتبين أيضًا أن الحرص على عدم إفشاء مصادر الأخبار السريّة انعكس تجهيلاً لمصادر الأخبار المنشورة بنسبة وصلت الى 40%  من دون وجود أي معايير مهنيّة تحدد كيفية التعامل مع المصادر المجهولة. ولكن قد أثبتت الدراسة أن المؤسسات الإعلاميّة الصحافية والتلفزيونية والإذاعيّة تبين أن 78% و86% من المواد المنشورة ومنسوبة الى مصادر إسمية. غير أن نسبة الأخبار غير المنسوبة تتراوح بين 14%  و22%. (مهارات، 2017، ص: 47، 46) “وتبين أن 75 % من مسؤولي التحري يعتبرون أن زيادة حجم التحريض والإتهام  في الإعلام مرتبط بتجهيل المصادر.” (مهارات، 2017، ص:19)   

ويعود تجهيل المصادر في الصحف العربيّة الى عدّة أسباب، من أهمها: (نصر،2010، 362-361)

  • نقص حريّة الصحافة في الدول العربيّة. وقد ثبت وجود علاقة عكسيّة بين حجم حريّة الصحافة وبين حجم ظاهرة الأخبار المُجهلة في الصحافة العربيّة.
  • الرغبة في تحقيق السبق الصحفي والتميز عن الصحفيين والصحف الأخرى.
  • طلب بعض مصادر المعلومات عدم الإفصاح عن هويتها.
  • أهميّة وحساسيّة بعض المعلومات وخوف الصحفي من نسبتها الى مصدرها.
  • خوف المصدر من عقاب الجهات الأعلى كالحكومة أو أصحاب الأعمال أو الجهات الأمنيّة.
  • عدم التأكد من صحة المعلومات.
  • رغبة الصحفي أو الصحيفة في حماية المصدر والحفاظ عليه.
  • ضغوط الوقت الحرج وسرعة إنهاء عمليّة جميع الخبر.

المبحث الثاني

الإطار التطبيقي

أولاً: ميثاق الشرف الإعلامي في لبنان

قبل أن ندخل في الدراسة التطبيقيّة لا بد أن نُشير الى  المواد التي تتعلق بكيفيّة التعامل مع المصادر في “ميثاق الشرف الإعلامي لتعزيز السلم الأهلي في لبنان” والذي وضعته مشروع بناء السلام في لبنان التابع لبرنامج الأمم المتحدة وذلك في 25 حزيران 2013، وقد نص الميثاق في 4 مواد من أصل 18 على:

المادة 6: تأكيد الحق في الوصول الى المعلومات والأخبار والإحصاءات التي تهم المواطنين من مصادرها المختلفة، وتحليلها ونرشها والتعليق عليها والتزام حامية هذه المصادر وعدم إفشاء مصادر الأخبار السريّة لأن ذلك قد يؤدي الى إلحاق الضرر بها، أو يجعلها تحجم عن الكلام تدريجيًّا أو كليًّا، مما يضر بمستوى تدفق المعلومات والحصول عليها لاحقًا.

المادة 7: الإمتناع عن إعتماد وسائل غير شرعيّة في الحصول على الأخبار والصور والوثائق وغيرها، والمحافظة على سريّة المصادر إلا في ما يمسّ الأمن الوطني. ويعتبر الإفتراء أو الإتهام من دون دليل من الأخطاء الفادحة التي تتعارض مع أخلاقيات المهنة، والتزام ما يثبت عدم صحته.

المادة 8: التزام عدم نشر المعلومات التي تم الحصول عليها باعتبارها غير قابلة للنشر Off-the –record

لكن يمكن توظيف تلك المعلومات بشكل غير مباشر من خلال الإستقصاء والتحقق من جديتها وصدقيتها أو عن طريق نشرها من دون الإشارة الى المصدر.

المادة 9: ممارسة أقصى درجات الموضوعيّة في  “نسب” المواد التي تنشر الى مصادرها وذكر مصدر كل مادة. ويراعى عدم “النسب” الى مصادر مجهولة، إلا إذا استحال الحصول على المعلومات بغير هذه الوسيلة.

إن هذا الميثاق التي وقعت عليه أغلب الوسائل الإعلاميّة اللبنانيّة لا يجبر الصحفي على الإلتزام بما ورد، وبشكل عام فإن معظم المواثيق الأخلاقيّة لا تكون ذات صيغة إجباريّة ولا تتضمن عقاب في حال مخالفتها، فتكثر التجاوزات  في الكثير من الأحيان. ومن خلال دراستنا على جريدة الأخبار سيتبين مدى الإلتزام بهذه المواد.

ثانيًّا: جريدة الأخبار اللبنانيّة

صدر العدد الأول من جريدة الأخبار بتاريخ  14 آب 2006، وأسسها “جوزيف سماحة” الذي تولى رئاستها من 2006 الى حين وفاته عام 2007، الى جانب رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة الحالي “إبراهيم الأمين”. وتميل السياسة التحريريّة في جريدة الأخبار الى “حزب الله”، والبعض يصنفها بأنها الجريدة الناطقة بإسم هذا الحزب. وحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني لجريدة الأخبار “أن مغامرة الأخبار في القرن الواحد والعشرين هي في تميّزها سياسياً ومهنياً. في السياسة، هي جريدة تميل إلى اليسار وتنتمي الى معسكر رافضي الهيمنة من قلب الولايات المتحدة الاميركية الى أقاصي الشرق وأفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا.مهنياً، تعتمد “الأخبار” على مجموعة من صحافييها الشباب لإنتاج جريدة يومية عصرية تكسر النهج التقليدي في العمل الصحافي.”

في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2010 تعرض الموقع الإلكتروني التابع لجريدة الأخبار الى قرصنة إلكترونيّة، وذلك بعد نشرها وثائق ديبلوماسية أميركية حصلت عليها من موقع ويكيليكس، وتضمنت الوثائق اللبنانية الصادرة بمعظمها عن السفارة الاميركية في بيروت والموجهة الى وزارة الخارجية الأميركية، معلومات حساسة عن التطورات في البلاد.

ثالثًا: دراسة تطبيقيّة على الموقع الإلكتروني لجريدة الأخبار

يتضمن الموقع الإلكتروني التابع لجريدة الأخبار أقسام مختلفة: (لبنان، عرب، عالم، ثقافة وناس، رياضة، رأي) ومن خلال مراقبتنا للموقع ولأقسامه المختلفة  لمعرفة مدى إستخدام المصادر المجهلة من تاريخ 12/11/2020 الى 25/11/2020  سنطرح في النقاط التاليّة  تحليل كمي وتحليل مضمون لما ورد في الفترة المذكورة.

  • التحليل الكمي
التاريخعدد ما نُشرعدد المقالات ذات المصادر المجهلةالقسمالنسبة المؤيّة
12/11/2020282لبنان/ عرب7%
13/11/2020294لبنان13.7%
14/11/2020356لبنان/عرب17%
16/11/2020386لبنان/عرب/عالم15.7%
17/11/2020312لبنان/عرب6.4%
18/11/2020365لبنان/عرب13.8%
19/11/2020325لبنان/عرب15.6%
20/11/2020336لبنان/عرب18%
21/11/20202710لبنان/عرب37%
24/11/2020305لبنان/عرب16.6%
25/11/2020296لبنان/عرب20%
  • تبين من أصل 348 مقال نُشر خلال فترة مراقبتنا للموقع 57منهم تخلله مصادر مجهلة أي بنسبة

16.3%.

  • تحليل المضمون

بعد التحليل الكمي الذي وضحناه في الجدول السابق، سنشيرالى بعض المقالات التي أًستخدم فيها مصادر مجهلة، وسنوضح السياق الذي وظف فيه هذا التجهيل، الى جانب مدى تكرار الإسناد المحجوب في ذات المقال.

  1. المقالات بتاريخ 12/11/2020

يتبين من خلال المقالين الذي حجبا فهما المصادرفي التاريخ المذكور ما يلي:

  • تركزت الموضوعات في القسمين (لبنان، وعرب)
  • في قسم “لبنان” جُهل المصدر في مقال عن العقوبات الأمريكية على سياسيين لبنانيين و ترسيم الحدود البحريّة.
  • أما في قسم “عرب” جُهل المصدر في مقالٍ واحدٍ عن تعثر أو تعليق المصالحة بين حركة “حماس” و”فتح” بعد فوز الرئيس الأمريكية “جو بايدن” “joe biden”
  • تبين  أن إستخدام المصادر المجهلة يتراوح بين 4 الى 6 مرات في المقال عينه.
  • في قسم “لبنان”:
  • العنوان الرئيسي: تلويح أميركي بعقوبات قريبة على سياسيين

حجبت المصادر في هذا المقال 4 مرات من خلال التالي: “أكّد أكثر من مصدر متابِع أن الأميركيين يشيعون، عبر شخصيات تابعة لهم، معلومات عن أن عقوبات جديدة ستفرض على سياسيين لبنانيين…”أما في ما يخص ترسيم الحدود، ظهر تجهيل المصادرعلى الشكل التالي: “قالت مصادر عسكرية للأخبار إن هذه الجولة كانَت الأطول، وقد استمرت لأكثر من 4 ساعات…”. “وأشارت المصادر إلى أن الجلسة بدأت بجوّ صدامي…”.“وقالت المصادر نفسها إن البحث لا يزال يتركز حول نقطة الانطلاق…”

  • في قسم “عرب”

العنوان: السلطة تنزل عن الشجرة وتتسلم «المقاصة»: «فتح» تعلّق المصالحة بعد فوز بايدن (رجب المدهون، ريم رشيد)

برز تجهيل المصدر في هذا المقال أكثر من مرّة من خلال المصطلحات التاليّة: وعلمت “الأخبار”، من “مصادر حمساوية” هذا المصطلح تستخدمه جريدة الأخبار بشكل مكثف في مقالاتها التي تتناول فيها الشأن الفلسطيني، وظهر حجب المصدرأيضًا من خلال: “وتتوقع المصادر أن تواصل فتح إدارة ظهرها للمصالحة”. “يتطابق ما سبق مع ما نقلته مصادر فتحاوية“.

وأشار المصدر، الذي فَضّل ألاّ يُذكر اسمه…”، وهنا نرى بان جريدة الأخبار بررت نوعًا ما سبب عدم ذكر المصدر أي نزولاً عند رغبته” ولكن في المصادر الأخرى التي حجبتها لم توضح السبب.

المصدر نفسه كشف…”. “قال المصدر إن عودة التنسيق الأمني هي من بوادر حسن النية تجاه الإدارة الأميركية الجديدة.”

  • المقالات بتاريخ 13/11/2020

برز في هذا التاريخ تجهيل المصادر في 4 مقالات بالشأن اللبناني فقط تتناول مواضيع: تأليف الحكومة، وضع الدولار، وضع فيروس “كورونا.”

-عناوين المقالات:

  • فشل فرنسي وحريري في استغلال العقوبات الأميركية: لأ أفق لتأليف الحكومة: أستخدم مصطلح ” مصادر مطلعة” ولم يتكرر تجهيل المصدر أكثر من مرّة.
  • بلدية بيروت «أحرقت» 40 مليون دولار «لعيونك»! (رلى إبراهيم): تكرر إستخدام حجب المصدر 3 مرات على الشكل التالي: “بحسب مصادر بلديّة” (لم يُذكر أي بلديّة)، “مصادر بلديّة الغبيري” ثم في نهاية المقال ذكر “المصادر أشارت…”
  • الإقفال غداً والمواطن «عسكري… دبّر راسك»! : أستخدم تجهيل المصادر في هذا المقال مرة واحدة وتم الإشارة الى الجهة التي أدلت بالمعلومات حيث ذُكر: ” بإعتراف مصادر اللجنة الوزاريّة المتخصصة لمكافحة كورونا”
  • دفن قانون «الدولار الطالبي»؟ (فاتن الحاج) : حُجب المصدر مرّة واحدة، على الشكل التالي: “مصادر الجمعية بدت مقتنعة” أي جمعية أهالي الطلاب خارج لبنان، الذين ينظمون عادةً إعتصامات أمام مصرف لبنان…”

3. المقالات بتاريخ 14/11/2020

أيضًا تركزت المقالات ذات المصادر المجهلة، في قيسمي (لبنان والعرب). حجبت المصادر في المقالات التي تدور حول العقوبات الامريكيّة وهذا ما شهدناه في مقالات سابقة التي طرحت نفس الموضوع. أما مقالات الشأن العربي فقد ظهر الإسناد المحجوب في مقالات “اليمن” و”العراق” .

-عناوين المقالات في قسم “لبنان”:

  • العقوبات الأميركية: عباس إبراهيم مــطلوب بالاسم! (ميسم رزق): ظهر حجب المصدر مرتين في هذا المقال حيث ذكر: “ تقول مصادر مطلعة أن هناك انقساماً في داخل الإدارة الأميركية…”. “فيما اعتبرته مصادر أخرى بأنه رسالة لإبراهيم قد تكون مرتبطة بأدوار مستقبلية يُمكن أن يقوم بها.”
  • اتصال بين الحريري وباسيل… والضغوط الأميركيّة مُستمرة: فرنسا تُسمّي وزراء الحكومة!

ظهر تجهيل المصادر في هذا المقال من خلال التالي: “اتصال أجراه دوريل بالحريري، قبل أن يحوّل الهاتف إلى باسيل، هدفه كسر الجليد، على ما تصفه المصادر السياسية المُطلعة…وذكر أيضًا في المقال التالي”هل هذا يعني إيجابية في تأليف الحكومة؟ كلّا تُجيب المصادر…”

  • صراع الصلاحيّات يجمّد قانون المياه: محاصصة الموارد بدلاً من حمايتها! (إيلي فرزلي)

يتحدث المقال عن “قانون المياه” وظهر حجب المصدر من خلال القول:” يشير المصدر إلى أن الحلفاء، ولا سيما حزب الله وحركة أمل، بالرغم من أنهما كانا يعتبران أن النص ينزع صلاحيات من الوزير، إلا أنهما لم يشاءا القيام بمعركة سياسية من أجله…”

  • عام دراسيّ متعثّر في «الأونروا»: تقليص رواتب الموظّفين (فاتن الحاج)

ظهر تجهيل المصادر في هذا المقال بكثرة، حيث ذكر التالي: “بحسب مصادر في اللجنة القطاعية في اتحاد المعلمين…”” “المصادر قالت إن الإرباك الحاصل في التعليم الحضوري…لا يقلّ فداحة عن اقتطاع الرواتب” .”المصادر تحدثت عن عدم احترام البروتوكول الصحي…” و “على حد تعبير المصادر…”

  • في قسم “عرب”
  • خطوط دفاع مأرب تنهار: معسكر الماس في أيدي قوّات صنعاء (رشيد الحداد): ظهر تجهيل المصدر مرة واحدة من خلال التالي: “وأكّد مصدر قبلي في مأرب، في حديث إلى “الأخبار”، سقوط معسكر الماس الاستراتيجي ووادي الماس…”
  • العراق | البرلمان يمرِّر قانون الاقتراض: شرٌّ لا بدّ منه (مرتضى ستار): “وتفيد مصادر نيابية، في حديث إلى “الأخبار”، بأن النواب الأكراد امتنعوا عن دخول جلسة التصويت على قانون الاقتراض.”
  • مقالات بتاريخ 16/11/2020

تركزت المقالات ذات المصادر المجهلة أيضًا في قسمي “لبنان” و “عرب”، والقسم الأكبر في الشأن اللبناني الداخلي، وتحديدًا فيما له علاقة بالسياسة.

  • عناوين المقالات:
  • «حزب المصرف» يستأنف الهجوم: خلاف جديد في التيار العوني: يتحدث المقال عن ” الخلاف بين التيار الوطني الحر والتيار الوطني الحر نفسه حول الإصلاحات المالية كما وصفته جريدة “الأخبار” وظهر حجب المصدر من خلال ” أن مصادر معنية سبق أن أشارت إلى أن اجتماعاً كهذا سيكون محرجاً لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء”
  • فرنسا «تعيّن» وزيرَي المال والطاقة: ظهر تجهيل المصدر على الشكل التالي:” مصادر معنية تؤكد أن الثنائي الشيعي لم يسمّ أحداً بعد، لكن سبق أن اتفق على آلية التسمية مع الحريري…”
  • مصارف «مُتمرّدة» على تعاميم مصرف لبنان (ليا القزي)

ظهر تجهيل المصادرعلى الشكل التالي: “استمرّت مصارف في السطو على دولارات الناس، ولكن نحن لن نعرف ذلك إن لم يشتكِ الزبون… تقول مصادر لجنة الرقابة على المصارف.”

  • أما في قسم “عرب”:

 مقالين عن “فلسطين” و مقال عن “اليمن” تخللهم تجهيل للمصدر، وهنا تجدر الإشارة الى أن جريدة “الأخبار” وفي ما يخص الشأن العربي فإنها في أغلب الأحيان تتناول الموضوعات التي تخص فلسطين واليمن.

  • عناوين المقالات:
  • مساعٍ مصرية مفاجِئة لإحياء المصالحة (رجب المدهون): ظهر تجهيل المصادر بشكل مكثف حيث ذكر المقال أن “علمت لأخبار، من مصادر حمساوية، أن اتصالات جديدة جرت بين المخابرات المصرية والحركة”. “وأشارت المصادر إلى أن جولة المباحثات الجديدة لن تختلف كثيراً عمّا شهدته اجتماعات إسطنبول”. “كشفت المصادر عن مبادرة حمساوية سبقت الدعوة المصرية لعقد اتصالات مع فتح.”
  • جولة جديدة من “مشاورات الأسرى”: آمال بالصفقة الكبرى (رشيد الحداد): ذكر المقال أنه ” وفقاً لمصادر حقوقية، فإن مارش (35 عاماً) أمّ لخمسة أطفال، اعتُقلت من قِبَل قوات هادي أواخر عام 2018 في محيط مدينة الحزم في محافظة الجوف بتهمة التعاون مع قوات صنعاء…”

–  في قسم “عالم”:

 من أصل 3 مقالات يوجد مقال جهل فيه المصدر/ عنوان المقال: هل حانت لحظة الخروج من العراق؟ يتحدث المقال عن إحتماليّة سحب القوات الأمريكيّة من الشرق الأوسط، ومن القواعد العسكريّة في العراق. وظهر حجب المصدر من خلال التالي:” مصادر عراقيّة حكوميّة، أكدت في حديثها الى الأخبار أن الحكومة على تواصل مع إدارة ترامب، مشيرة إلى أن الأخيرة في صدد تنفيذ وعودها بسحب قواتها القتالية المنتشرة في بعض القواعد العسكرية المشتركة مع القوات العراقية”.

وهنا اعتمدت “الأخبار” على أسلوب من أساليب حجب المصدر،أي أنها أشارت الى أن المصدر هو من الحكومة العراقيّة، وكما رأينا في الإطار النظري بأنه يجب توضيح المصدر بأكبر قدر ممكن، دون الإشارة الى إسمه، في حالات معينة.

  • المقالات بتاريخ 17/11/2020

ظهر الإسناد المحجوب في التاريخ المذكور في مقالين فقط من قسمي (لبنان وعرب):

-عنوان المقال في قسم “لبنان”:

  • سلامة يتمرّد على «الدولار الطالبيّ» (فاتن الحاج): جهل المصدر مرّة واحدة في هذا المقال “مصادر الرئيس بري وجدت في بيان حاكم مصرف لبنان «بادرة لتطبيق القانون…”

-أما في قسم ” عرب”

عنوان المقال: ليبيا | مساعٍ أممية لـ«انتزاع» اتفاق حول النفط: تقول مصادر إن حضور المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز للاجتماعات ليس لتسهيل الاتفاق بين الفرقاء الذين لا يزالون متمسّكين بالحصول على أكبر المكاسب…”

  • المقالات بتاريخ 18/11/2020

في القسم الذي تناول أخبار، ومقالات عن لبنان تواجد 3 مقالات حجبت فيها المصادرفي ما يتعلق بالشأن السياسي.

-عناوين المقالات:

  • موسكو للحريري: تشاوَرْ مع باسـيل: ظهر حجب المصادر أكثر من مرّة: أولاً من خلال القول:” “بحسب مصادر معنية، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فوجئ بالسلبية التي استجدّت في مواقف الحريري”. و”ذكرت مصادر مطّلعة لـلأخبارأن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبنان لم تُلغَ من جدول الأعمال… بحسب مصادر مطّلعة على التواصل الدبلوماسي القائم بين الجانب الروسي والجهات اللبنانية”
  • موازنة 2021: موجب دستوريّ بلا أرقام واقعيّة؟ (إيلي الفرزلي)

ظهر تجهيل المصادر في هذا المقال 3 مرات من خلال المصطلحات التاليّة:”بحسب مصادر رئاسة الحكومة  “وفيما تؤكد مصادر المالية لكن مصادر معارضة لإقرار الموازنة في الحكومة الحالية تعتبر أن ما هو أهم من الموجب الدستوري حالياً هو الموجب الاقتصادي” يقول المصدر أي أرقام واقعية ستنتج عن تصفير بند خدمة الدين؟…”

  • أزمة النفايات تُطيّر رئاسة اتحاد الشقيف؟  (علي عميص)

ذكر المقال أنه “بحسب المصادر المتابعة، فإن الاتفاق الجديد بين أمل وحزب الله لحل أزمة النفايات، قضى بتلزيم الجمع والكنس لشركة قريبة من أمل…”

– المقالات قسم “عرب”

حجبت المصادر في هذا القسم، في مقالين أيضًا عن (فلسطين واليمن) ضمن 6 مقالات:

  • السلطة تنهي «تمرّدها»: عودة إلى الحضن الإسرائيلي: “كانت الأخبار قد نقلت عن مصدر في رام الله أن السلطة في صدد تسلّم المقاصة الشهر الجاري…”. “وأشار المصدر آنذاك إلى أن هذا القرار يأتي بالتزامن مع عودة العلاقات (التنسيق الأمني)…”
  • مناورة سعودية عشيّة «العشرين»: نريد إيقاف الحرب: تضع مصادر يمنية تسريبات وكالة «رويترز»، أمس، بشأن وجود اتصالات سعودية مباشرة مع حركة أنصار الله، في إطار إظهار الرياض في موقع دفاعي.” “وفق مصادر مطلعة، إلى تسويق تحوّل في سياستها لا يعكس حقيقة كلّ جولات المفاوضات في الكواليس…”
  • المقالات بتاريخ 19/11/2020

 -المقالات في قسم “لبنان”

ضمن 9 مقالات في قسم لبنان، تبين أنه يوجد 4 مقالات تضمن فيها تجهيل للمصادر، كما أنها أيضًا تتعلق بالشأن السياسي:

  • تأليف الحكومة ورفع الدعم… مَن يسبق مَن؟  (إيلي الفرزلي): يتحدث المقال عن إمكانية رفع الدعم عن السلع والأدوية وظهر تجهيل المصدر من خلالالتالي: “مصدر مسؤول يشير إلى أن ذلك لن يحصل، حتى لو رفض سلامة استعمال الاحتياطي الإلزامي، فهو سيستعمل جزءاً منه في النهاية…”

مرة جديدة يقول المصدر إن ذلك ليس وظيفة المصرف المركزي. من يُحدّد الفئات الواجب دعمها هي الحكومة…”

  • قيود اسرائيلية على اللبنانيين في الامارات: يتحدث المقال عن تضييق الإمارات على بعض اللبنانيين المقمين والراغبين بالسفر إليها وظهر الإسناد المحجوب من خلال التالي:”بحسب مصادر دبلوماسية، فإن أبو ظبي قررت التضييق على اللبنانيين، من خلال التشدد في منح تأشيرة الدخول…”.”وبحسب المصادر، فإن التوجه الإماراتي الجديد مبنيّ على إجراءات التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي.” .”وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أن أبو ظبي لم تعلن رسمياً عن إجراءاتها، لتبقي الباب مفتوحاً امام إمكان تطبيقها باستنسابية.” “وأكّدت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن التنسيق بين الإمارات وأجهزة استخبارات العدو الإسرائيلي سابق لإعلان تطبيع العلاقات…”
  • نقل «موادّ خطرة» من المرفأ: 2 مليون دولار ثمناً للذعر والإهمال! (رلى إبراهيم)

ظهر حجب المصدر مرة واحدة، وذكر في المقال التالي” تقول المصادر إن المؤسسة العسكرية لا تملك التقنية اللازمة ولا الموقع لاتخاذ هذه الإجراءات، وقامت بتخفيف خطر المواد عبر فصل بعضها عن بعض وتغطيتها بالرمل ونقلها إلى مكان آمن في المرفأ.”

  • نصب شهيد انتفاضة النبطية مهدّد بالاقتلاع! (آمال خليل)

يتحدث المقال عن مطالبة الشيخ عبد الحسن صادق توقيع عريضة لإزالة اللوحة التذكاريّة التي رفعها الشيوعي في النبطية “للشهيد سهيل حمورة” وظهر حجب المصدر من خلال التالي:”وفق مصادر مشاركة في الاجتماع، عرض صادق على المشاركين وثيقة استعرض فيها ظروف انتفاضة عاشوراء وانتقد اليسار والشيوعيين على فعلتهم … ودعا إلى تصحيح الخطأ بإزالة اللوحة…”

-حجب المصادر ضمن قسم “عرب” في مقالٍ واحدٍ من أصل 4، وأيضًا له علاقة بالشأن الفلسطيني

  • إسدال الستارة على التفاهمات الفلسطينية: رام الله تستعدّ لـ«مصالحة» المُطبّعين:” يقول مصدر حمساوي للأخبار إن مصر رّرت خديعتها بدعوة مفاجئة للحركتين…” كما يستبعد المصدر الحمساوي استمرار الاتصالات بين الحركتين…” “كشفت مصادر فلسطينية، في حديث إلى الأخبار، عن اتصالات وصلت عباس من مصر والإمارات والبحرين…”
  • المقالات بتاريخ 20/11/2020

-في قسم “لبنان” يوجد مقالين حجبت فيهما المصادر يتعلقان بالشأن السياسي والإجتماعي:

  • التفاهم يهتزّ… ولا يسقط بمرور الزمن (رلى إبراهيم)

عنوان ثانويّ: خلاصة تجربة باسيل مع حزب الله تتحدث عن خطوط حمر عرقلت الحلول لملفات حيوية في البلد: تحت هذا العنوان ظهر الإسناد المحجوب من خلال القول أنه “بحسب المصادر، تسلّم بتدخلات من داخل البيت العوني أيضاً لإيقاف عجلة الإصلاحات ربطاً بمصالح شخصية…”

  • النفايات في صيدا: إضراب عمال الفرز أم أصحاب المعمل؟ (آمال خليل)

يتحدث المقال عن إضراب عمال معمل فرز النفايات في صيدا، وحجب المصدر مرة واحدة: “أكدت مصادر مطلعة للأخبار أن التحرك كان مدفوعاً من الشركة المشغّلة للمعمل (آي بي سي)…”

-أما في قسم مقالات وأخبار العالم العربي من أصل 8 مقالات يوجد 4 ذات مصادر مجهلة تناولوا الشأن اليمني والمصري والفلسطيني والسوري:

-عناوين المقالات:

  • «أنصار الله» تُهدّد الملاحة الدولية: السعودية تنقل معركتها إلى البحر الأحمر (رشيد الحداد) يتحدث المقال عن بيان الذي أصدره”التحالف”. وظهر تجهيل المصدر من خلال التالي: “مصادر في الميناء أبدت استغرابها من حالة الهوس التي يعيشها التحالف…” .”أكد مصدر في السلطة المحلية في الحديدة، للأخبار، أن العرض العسكري البحري حق مشروع لقوات خفر السواحل…”
  • تخلٍّ سوداني عن مصر في مفاوضات «النهضة» (رمزي باشا)

ظهر تجهيل المصدر مرة واحدة في هذا المقال، “ينقل مصدر دبلوماسي في حديث إلى الأخبار، بجعل مصر تخسر كثيراً، بعدما كانت تُعوّل على الوحدة في نهج التفاوض بينها وبين السودان.”

  • بومبيو خلف خطوط 67: رسالة الاستيطان «المقدّس»

يتحدث المقال عن زيارة وزير الخارجيّة الأمريكية مايك بومبيولإحدى مستوطنات الضفة الغربية ظهر حجب المصدر من خلال:”قال مصدر مسؤول في الخارجية السورية، وفق ما نقل عنه الإعلام الرسمي السوري، إن بلاده تدين بأشد العبارات زيارة بومبيو للمستوطنات الإسرائيلية…” “ووصف المصدر الزيارة بأنها خطوة استفزازية…”

  • مشوار إلغاء الدعم متواصل: نحو رفع أسعار الغاز والكهرباء؟ (سناء ابراهيم)

ظهر حجب المصدر، من خلال التالي: “يفيد مصدر مطّلع للأخبار بأن استهلاك سوريا اليوم من الكهرباء يبلغ ربع استهلاكها في عام 2011…” “وفقاً للمصدر نفسه، سرعان ما ستتبخّر، وتبدأ الدولة بالبحث عن وفورات أخرى.”

  • مقالات 21/11/2020

-ضمن 9 مقالات في قسم “لبنان” 6 تضمنت إسناد محجوب:

  • قرار مفاجئ لـ«الفاريز» ينهي محاولات إحياء التدقيق الجنائي: رياض سلامة يحتال… وينتصر

يتحدث المقال عن قرار  “الفاريز” بإنهاء العقد والإنسحاب من التدقيق الجنائي، والكتاب الذي أرسلته الشرطة الى وزارة الماليّة وظهر حجب المصدر من خلال القول أن “مصادر الوزارة كانت حريصة على التأكيد أنها لم تدفع للشركة أي ليرة حتى اليوم…”

  • هيئة الرئاسة في «المستقبل»: الخشية من بهاء تثبّت الحرس القديم  (ميسم رزق)

ذكر في المقال أن “التعيينات كما قرأتها مصادر داخِل التيار تكريس لفشل متراكِم كونها لم تحمِل وجوهاً جديدة وتغييرية، في وقت يحتاج فيه التيار إلى ترميم.

  • مذكّرة توقيف غيابية بحق رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بجرائم سرقة وتزوير: «ماراثون» البحث عن جان همام (رضا صوايا)

ظهر حجب المصدر في هذا المقال مرة واحدة على الشكل التالي:” تكشف مصادر الأخبار أنه جرى التواصل مع عدد من وسائل الإعلام والإعلاميين وعلى أعلى مستوى لعدم التطرق إلى القضية بتاتاً.”

  • إسرائيل تهدّد بإفشال الترسيم… وتحمّل لبنان المسؤوليّة (يحيى دبوق)

ظهر الإسناد المحجوب من خلال التالي :”توضح مصادر مطلعة على تفاصيل العملية التفاوضية وعلى حيثيات الموقف اللبناني والأساس الذي مكّنه من المطالبة بمساحة أكبر…”

  • استمرار الإصابات يؤجّل خيار التراجع عن الإقفال

في هذا المقال تم ذكر الجهة التي أعطت المعلومات من خلال القول “لفتت مصادر في وزارة الصحة الىأن تسجيل عدد من المخالفات في بعض القطاعات التي تفتح سرّاً يبقى أهون من تشريع إعادة الفتح بشكل رسمي.”

  • جرعة الـ «رمديسفير» بـ500 دولار ومنظمة الصحة تحذّر من استخدامه (علي عواد)

جهلت المصادر في هذا المقال مرتين: “أكدت مصادر طبية أن هناك نوعاً من السوق السوداء للأدوية، يباع فيها عدد من الأدوية…”.”مصادر وزارة الصحة قالت إن الوزارة، شأنها شأن الكثير من الجهات الصحيّة في العالم، أبدت حذرها في تبني الدواء كبروتوكول علاجي.”

في قسم “عرب” من أصل 6 مقالات، 3 تضمنوا حجب للمصادر:

  • بوادر هزيمة كبرى في مأرب: انسحابات سعودية وخسائر بالجملة (رشيد الحداد)

وذكر المقال التالي:”اتهمت المصادر أطرافاً موالية لتحالف العدوان بنقل صراعاتها الداخلية إلى الجبهات…”.”وبحسب مصادر استخباراتية، فقد وَجّهت قيادة لتحالف، مطلع الشهر الجاري، قيادة قوات هادي في مأرب بسرعة تشكيل لجنة استخباراتية لاستقبال المعلومات الخاصة بالتشكيلات والوحدات التي تنوي تسليم المواقع العسكرية لقوات صنعاء والانضمام إليها.”

  • هاشم الأحمر لمقاتليه: بيعوا منازلكم! (لقمان عبدالله)

حجبت المصادر في هذا المقال مرتين على الشكل التالي:”حاولت مصادر مقرّبة من التحالف التقليل من شأن ذلك الانسحاب، واصفة إيّاه بأنه إجراء تبديل بين القوات.”وعلمت الأخبار، من مصادر عسكرية، أن قوات صنعاء ولجان المصالحة فيها تعمل على معالجة الأوضاع مع قبيلة جدعان…”

  • السلطة تُقدّم أوراق اعتمادها: لا رواتب للأسرى بل مساعدات

ذكر المقال أن مصادر فلسطينية تكشف أن السلطة بدأت فعلياً التمهيد لتعديلات من شأنها تغيير طبيعة التعامل مع عائلات الأسرى الذين يُقدّر عددهم بسبعة آلاف أسير.

  1. مقالات 24/11/2020
  2. بومبيو: عقوبات لمن يؤلّف حكومة مع حزب الله؟ الحكومة إلى العام المقبل!

حجبت المصادر في هذا المقال بشكل مكثف من خلال:”مصادر تؤكد أن العرقلة أميركية يغطّيها سعد الحريري بالتصويب على جبران باسيل، ومصادر أخرى تشدّد على أن لا مؤشرات على صحة هذا التوجّه حتى الآن.”.”تتعامل أوساط الحريري مع كلام عون على أنه تصويب على المبادرة الفرنسية نفسها…”. إلا أن مصادر متقاطعة نفت هذه المعلومات…”.“مصادر الحريري ترفض الإشارة إلى أنه ترك أمر تسمية الوزراء الشيعة للثنائي الشيعي أو الوزير الدرزي للحزب الاشتراكي.”.”لكن ذلك تنفيه مصادر في ٨ آذار…”.المصادر تشير إلى أن لا معلومات مؤكدة عن تعطيل أميركي للاستحقاق، وأن المشكلة الأساسية هي في عدم احترام الحريري للتوازنات…”.“تؤكد مصادر معنية بعملية التأليف أن لواشنطن الدور الأساس في التعطيل.”. تنقل هذه المصادر عن بومبيو أن لا حكومة في بيروت يتمثّل فيها حزب الله.””بحسب المصادر، القرار الأميركي بدا حاسماً وغير قابل للنقاش…”.”تقول المصادر، يبدو الرئيس المكلّف في وضع لا يُحسد عليه…”

  • إهمال أمني وقضائي: العقل المدبرّ لـ«الهروب الكبير» لا يزال متوارياً (رضوان مرتضى)

يتحدث المقال عن هروب السجناء من نظارة بعبدا وظهر حجب المصدر من خلال التالي:”مصادر التحقيق تؤكد أنه لم يثبت حتى الآن وجود تواطؤ. إلا أنّ الثابت أن هناك إهمالاً كبيراً من العناصر المولجين بالحماية…”

  • التعلم عن بعد في «الرسمي»: «مش ماشي الحال» (فاتن الحاج)

يتحدث المقال عن أزمة التعلم عن بعد بالنسبة للأساتذة والطلاب، وذكر المقال “بحسب مصادر الأساتذة، بما نعانيه على الأرض. فتسقط علينا قرارات وتعاميم ملتبسة وقابلة للتأويل.”

-في قسم “عرب” ضمن 11 مقال يوجد مقالين تضمن فيهنا حجب للمصادر

  • صواريخ «أنصار الله»: عنوان تحالف الرياض – تل أبيب

“أشارت المصادر الغربية إلى أنه جَمَعَ معلومات في جميع أنحاء خليج عدن، من باب المندب (غرباً) حتى جزيرة سقطرى (جنوباً).”

  • «تنقيط الصواريخ» يُدخل المعدّات الطبّية إلى غزة (رجب المدهون)

“يقول مصدر في حماس، للأخبار، إن الحركة حمّلت المصريين رسالة إلى العدو مفادها بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة نتيجة الضغط الكبير الذي يعيشه القطاع…” لكن المصدرالحمساوي يؤكد أن الحركة غير راضية، وهي تطلب إدخال 40 جهاز تنفس و10 أجهزة فحص جديدة.”

رابعًأ: خلاصة الدراسة:

إذا أردنا أن ننظر الى قضيّة تجهيل المصادر لا بد أن نضع في الحسبان أولاً الأيديولوجيا التي تتبعها الصحيفة والخط السياسي التي تميل اليه، من هذا المنطلق، خلصت الدراسة الى أن جريدة “الأخبار”، تستخدم تجهيل المصادر بطريقة مكثفة وبشكل يومي خصوصًا في قسمي (لبنان وعرب)، بشكل خاص في الموضواعات التي تختص بالشأن اللبناني والسياسي على وجه التحديد، كما أنه تحجب المصدر في المقال عينه بطريقة مبالغ بها وأحيانًا ما يزيد عن 6 مرات وهذا ما رأيناه في المقالات السابقة خصوصًا بتاريخ 24/11/2020  تحديدًا في مقال بومبيو: عقوبات لمن يؤلّف حكومة مع حزب الله؟

وبشكل عام فإن كل مقال يطرح فيه قضيّة تشكيل الحكومة اللبنانيّة ودور “أمريكا” يظهر فيه الإسناد المحجوب بشكل مكثف. ويتم الإشارة في بعض الأحيان الى الجهة التي أعطت المعلومات دون ذكر أسماء، وتبين أنه في قسم “عرب” يتم التركيز على القضايا المتعلقة بفلسطين واليمن تحديدًا وذلك يعود الى الأيديولوجيا التي تتبعها “الأخبار”، ورأينا مدى إستخدام مصطلح “مصدر حمساوي” في المقالات الخاصة بالشأن الفلسطيني.

في مقالات معينة من السابق طرحها لم يكن هناك حاجة الى اللجوء للإسناد المحجوب خصوصًا في الموضوعات التي لا تتعلق بالقضايا السياسيّة “الحساسة”.

خاتمة

إنطلاقًا مما سبق يتبين أن تجهيل المصادر قد يؤدي دور إيجابي من جهة، ودور سلبي من جهةٍ أخرى، وذلك يعود الى الأهداف التي تقف وراء إستخدام هذا الإسناد المحجوب من قبل الإعلامي والوسيلة، كما أن مواثيق الشرف المهنيّة الخاصة بكل وسيلة لا تنص بشكل واضح على خطور تجهيل المصادر أو الحالات التي يجوز فيها عدم الكشف عن الجهة التي أعطت معلومات للصحفي، والقوانين في بعض الدول التي تنص على ضرورة حمايّة المصدر قد تشكل في بعض الأحيان غطاء يتم إستغلاله في أعمال تتنافى مع مبادئ وأخلاقيات المهنة، أما عن مواثيق الأخلاق الإعلاميّة فإنها لا تتضمن صيغة إلزاميّة، وتطرح موضوع تجهيل المصادر بشكل عمومي، وبات واضحًا أن نسب المعلومات الى مصدر واضح يبني ثقة أكبر مع المتلقي ويزيد من ثقة الرأي العام بالوسيلة، على خلاف الوسائل التي تعتمد حجب مصادرها بشكل مبالغ به، وهنا تنطبق مقولة أن “ما يميز الخبر عن الإشاعة هو المصدر.” ومن جهة أخرى إن تجهيل المصدر قد يكون ضرورة لا بد منها في بعض القضايا والموضوعات من أجل حمايّة المصدر خصوصًا في المقالات أو التحقيقات التي تكشف عن التجاوزات وفساد الدولة والفضائح السياسيّة، والتي تشكل ضرورة يجب الكشف عنها وجعل الرأي العام على وعي في ما يحصل بأروقة السياسة. وذلك بعد أن يكون الإعلامي قد تأكد من صحة المعلومات من أكثر من مصدر.

المراجع العربيّة

د. عامر، فتحي (2019). إعلام بدون أخلاق، قواعد العمل الصحفي ./ القاهرة: العربي للنشر والتوزيع

حسني، نصر محمد (2010). قوانين وأخلاقيات العمل الإعلامي./ الإمارات العربيّة المتحدة: دار الكتاب الجامعي

حسن، ضحى (2016). دليل المواطن الصحفي في مناطق النزاعات./ بيروت: مؤسسة فريديتش ابيرت 20/11/2020

https://library.fes.de/pdf-files/bueros/beirut/12915.pdf

الأخبار (2020). https://www.al-akhbar.com/ (تم الدخول من 14/11/2020 الى 25/11/2020)

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي  (2013). ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني لتعزيز السلم الأهلي في لبنان 17/11/2020

http://www.undp.org.lb/communication/PeaceBuilding/Pact%20for%20Strengthening%20Civil%20Peace.pdf

د.زكي، خالد (2018). فن صناعة القرار الصحفي./ القاهرة: العربي للنشر والتوزيع

الشرق، الأوسط (2018). «المصادر المُجهَّلة»… صراع حائر بين الصدق و«الفبركة»  20/11/2020

shorturl.at/kFO46

 علي، مروة (2016). المصدر المجهل بين السبق والمصداقيّة. الجزيرة 18/11/2020

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/480

مهارات (2017). مصادر التغطيّات الإعلاميّة  والحق في الوصول الى المعلومات 18/11/2020

http://maharatfoundation.org/media/1263/undp-maharat-sources-of-media-coverage-2017-brochure-21×21-3.pdf

ريتشارد، كوكسون (2018). أن تحمي نفسك ومصدرك. الجزيرة 19/11/2020

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/523

المراجع الأجنية

Voa News (2017). A Look at Journalists’ Use of Anonymous Sources 17/11/2020

https://www.voanews.com/usa/look-journalists-use-anonymous-sources

Society of Professional Journalists (N.D). Anonymous Sources 17/11/2020

https://www.spj.org/ethics-papers-anonymity.asp

صحفية وباحثة في مجال الإعلام، حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام والتواصل الجماهيري والدراسات السينمائية. مؤسِّسة مجلة "فكر وخبر"، وتهتم بالكتابة في قضايا السياسة والفكر والثقافة والإعلام.