×

المناضل جورج عبدالله المسجون منذ عقود الى الحريّة

المناضل جورج عبدالله المسجون منذ عقود الى الحريّة

في خطوة تاريخية انتظرها العالم بفارغ الصبر، أصدرت محكمة فرنسية حكمًا بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبدالله، الذي يُعتبر أحد أبرز الأسماء التي أثارت جدلاً واسعًا في عالم النضال السياسي والدفاع عن القضية الفلسطينية. فبعد أكثر من 39 عامًا قضاها في السجون الفرنسية، حان الوقت لعودة هذا الرجل الذي وُصف بـ”أسير الحرية” إلى وطنه، رغم المحاولات الحثيثة لتعطيل الإفراج عنه.

من هو جورج عبدالله؟

ولد جورج عبدالله عام 1951 في بلدة القبيات، شمال لبنان، ونشأ في ظل الأحداث المتسارعة التي هزّت الشرق الأوسط، لا سيما الصراع العربي الإسرائيلي. انخرط في العمل السياسي منذ شبابه، متأثرًا بالقومية العربية وفكر المقاومة.

انضم جورج إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكرّس حياته لدعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. عُرف بشخصيته الثابتة ومواقفه الراسخة التي لم تتزعزع حتى بعد عقود من الأسر.

الاعتقال والمحاكمة المثيرة للجدل

في عام 1984، ألقت السلطات الفرنسية القبض على جورج عبدالله بتهمة التورط في اغتيال دبلوماسيين أحدهما أمريكي والآخر إسرائيلي في باريس، وهي تهم ظل ينفيها، مشددًا على أنه لم يحظ بمحاكمة عادلة. صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد عام 1987، ورغم استيفائه شروط الإفراج المشروط منذ عام 1999، إلا أن الضغوط السياسية، لا سيما من الولايات المتحدة وإسرائيل، حالت دون تنفيذ القرار.

رمز النضال العالمي

خلال فترة اعتقاله، تحوّل جورج عبدالله إلى رمز عالمي للنضال ضد الظلم والاستعمار. نظمت حملات دولية واسعة تطالب بإطلاق سراحه، واعتُبر قضيته اختبارًا لمدى استقلالية القضاء الفرنسي عن الضغوط السياسية الدولية.

القرار التاريخي: انتصار الإرادة

وافقت محكمة فرنسية الجمعة 15 نوفمبر\تشرين الثاني 2024، على الطلب الحادي عشر للإفراج المشروط عن جورج عبدالله، رغم معارضة النيابة العامة. هذا القرار يُعد انتصارًا للقيم الإنسانية وحقوق الأسرى السياسيين، ويعيد تسليط الضوء على نضاله ومواقفه.